أيُّها.. البرد رفقا..
🔳 ✍🏼 #د_أسماء_الشهاري في هذه الأيام الجميع يشتكي من شدة البرد وقسوته، وستجد أنه محور الكلام بين كثير من الناس، وأن البعض يستخدمون أكثر من دثار لكي يشعروا بالدفء لكن دون فائدة..! لكنني كلما سمعت الحديث عنه أو شعرت به يذهب بي فكري بعيداً.. إلى هناك.. وأشعر بالخجل حتى من كوني أشعر به، و كثيراً ما أشعر أن المعطف أو الدثار يذوب بين يدي خجلاً عندما أفكر في أولئك. فمهما كان الصقيع أنا هنا في بيتي، أحتسي شراباً دافئاً وأغلق النوافذ وأتدثر بما يقيني من وطأة هذا البرد ولي جدران تحميني منه، لكن ماذا عنهم؟ يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، يسافرون على أقدامهم الحافية المسافات والأميال، يباتون في العراء والرياح تضربهم من كل صوب والبرد يهاجمهم من كل اتجاه، زادهم قليل وسفرهم طويل..! أيُّها البرد.. رفقاً..هل عرفت على من تقسو؟ لو أنك تعرفهم لاحترقت ولتبخرت خجلاً و لتناثرت حولهم تُحيل الجو عطراً والصقيع دفئاً وحباً. لكن.. تعال أيُّها البرد.. تعال لتحِلَّ بكل قسوتك في عظامي . لكن أرجوك اتركهم بسلام. وأنتي أيتها الشمس أطاوعتكِ نفسك أن تغيبي عن جبهاهم الشماء البهية، ألّا تشرقي على التلال وعلى أ